القائمة الرئيسية

الصفحات

رواندا.. من "الإبادة الجماعية" إلى المعجزة الاقتصادية



 


 الواحد" للاستثمار، الذي يمكن للمستثمر أن يقوم بجميع الإجراءات القانونية في مكان واحد، واليوم في رواندا، يمكن إنشاء شركة في يوم واحد، أو بضع ساعات فقط، بينما يحتاج المستثمر في دول كثيرة في العالم إلى أسابيع أو شهور لكي يحصل على ترخيص للاستثمار.

عقب ذلك، تأسّس مجلس استشاري للاستثمار والتطوير، وكان أعضاؤه من الروانديين ذوي الكفاءات العليا والمنتشرين بمختلف دول العالم، فضلاً عن خبراء من الأجانب في الاقتصاد والطب والإدارة والإعلام، يضعون الخطط الإستراتيجية، ويجتمعون مرتين في السنة لتقييم سيرها.

كما ألغت رواندا التأشيرة عن جميع الأجانب سواء كانوا أفارقة أم أوربيين أم غيرهم، وهذا ما جعل كيغالي أكثر العواصم الإفريقية استقبالاً للسياح الأجانب، بالنظر إلى هذه التسهيلات وسلاسة الإجراءات التي يجدها كل زائر في مطارها الدولي، حيث تعتبر السياحة أحد أكبر القطاعات في اقتصاد البلد، رغم أن مساحته صغيرة جدًا، حيث تبلغ نحو 26 ألف كيلومتر مربع فقط، وعدد سكانه في حدود 12 مليون نسمة.

نتائج كبرى

خلال سنوات قليلة، بدأت النتائج تظهر للعيان، فقد حققت رواندا أحد أسرع معدلات النمو في العالم، من سنة 2000 إلى 2015، بمعدل 7% سنويًا، وترتب على هذا النمو انخفاض معدل الفقر من 60% إلى 45%، ونسبة الأمية من 50% إلى 25%، ومتوسط أمد الحياة من 48 سنة إلى 64 سنة، كما نالت الرتبة الـ44 في مؤشر الشفافية، متفوقة على إيطاليا والبرازيل والهند وجل دول العالم.

وتعتبر العاصمة كيغالي، من أفضل المدن الإفريقية في النظافة والأمن والمحافظة على نظام المدينة النموذجية، وتضاهي شوارع وسط مدينة كيغالي، بنظافتها وحسن صيانتها، معظم شوارع العواصم الأوروبية، فجميع شوارع العاصمة حتى في الضواحي رصفت على أعلى مستوى، والخضرة شرط أساسي في رواندا، فالاهتمام بالتشجير من السياسات الصارمة التي تنتهجها الحكومة الرواندية، وحققت السياحة وحدها نحو 43% من الدخل الإجمالي للبلاد.

يحسب لكاغامي تحقيق التنمية الاقتصادية في رواندا

تمتلك رواندا الأن أكبر مزرعة تقوم على الطاقة الشمسية في إفريقيا جنوب الصحراء، وأصبح إنتاجها من القهوة مفضلاً لدى أرقى الشركات العالمية المسوقة لهذه السلعة، كما نجحت في تخفيض نسبة المكون الأجنبي في ميزانيتها العامة (منح وقروض) حتى أصبح نحو 20% من الميزانية العامة، مقارنة بعام 1994 عندما كانت الميزانية كلها تعتمد على المصادر الأجنبية.

حفظ الذاكرة

نجح الروانديون في استثمار محنتهم وتحويلها إلى منحة يستفيدون منها، ويوجد في كيغالي عدة نصب تذكارية ومتاحف ومراكز مخصصة لذكرى الإبادة الجماعية في رواندا، مثل مركز "ميموريال للإبادة الجماعية" في كيغالي و"المتحف الوطني" لرواندا ومتحف "كاندت للتاريخ الطبيعي" ومقر الحكومة الرئيسي المعروف بـ "يورقويرو" حيث يشكل قرية بأكملها داخل منطقة كاسيرو في كيغالي.

نصب الذاكرة الجماعية في رواندا

ويسيطر كاغامي على الحياة السياسية في رواندا منذ أن أنهى جيش التمرد الذي أدخل البلاد في الحرب الأهلية والإبادة الجماعية في 1994، ويحسب له فضل تحقيق تنمية اقتصادية في رواندا، ولكن معارضين يتهمونه أيضًا بإدارة البلاد بطريقة قمعية، وتتهم منظمات حقوقية الحكومة بتضييق الخناق على وسائل الإعلام والمعارضة السياسية.

تعليقات